المادة    
يقول المصنف رحمه الله: "وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به" وذلك لأنه قد لا يحسن التداوي، وقد يكون المحل غير قابل؛ فالله يهدي بهذا القرآن من تولاه، وفي المقابل قد يضل الله به أقواماً، ولا عجب في هذا، فها هي بعض الحيوانات تعيش دائماً في الظلام، فإذا أخرجت إلى الشمس، عميت وتضررت، مع أن الشمس ضياء ونور وسراج منير، وكذلك الجعلان تذهب دائماً إلى العذرات والنجاسات، فإذا شمت رائحة طيبة زكية، أغمي عليها -أحياناً- لأنها لا تطيقها، لكن إذا كانت في القاذورات والنجاسات فإنها ترتع فيها.
وقد أجرى خبراء في الاتحاد السوفييتي تجربة على عمال النظافة وعلى أشخاص جُلُّ عملهم في القمائم والأماكن القذرة، فجاءوا بهم إلى مكان يفوح بأنواع العطورات والروائح الطيبة، فوجدوا أن عندهم حساسية من الرائحة الطيبة وأنهم لا يحتملونها، فلما رجعوا إلى القمائم، شفوا وعوفوا..!
  1. نازك الملائكة وتأثرها بالقرآن

    قرأت قريباً قصة أذكرها للاعتبار والاستشهاد على أن في القرآن شفاءً، وذلك أن المرأة التي تدعى نازك الملائكة -وهي من أكبر رواد الحداثة، بل هي من المؤسسين الأوائل للحداثة في العالم العربي-ذهبت إلى أمريكا وكانت ملحدة، تقول: كنت ملحدة؛ لا أؤمن بوجود الله ولا بأي دين من الأديان، وفي ذات يوم طلبت مني الجامعة الأمريكية التي أدرس فيها أن أحضر بحثاً عن المرأة العربية، فاضطررت إلى الرجوع إلى القرآن، فوجدت بعض نسخ القرآن على رفوف مكتبة الجامعة فأخذتها، فلما قرأتها انبهرت انبهاراً شديداً.
    فتركت ما كانت تدعو إليه، وبدأت حياةً جديدة، ومن ذلك اليوم أسدل الستار على نازك الملائكة، ولم يعودوا يتحدثون عنها في الملاحق والصحف والأدبيات، ونحن لا نقول: إنها عرفت الهداية كلها وعرفت الحق كله، وإنما خرجت من الإلحاد إلى الإيمان، وشفيت من هذا المرض الخطير بالقرآن.